لا ينام،
شقي هو، بندوبه!
... ويخاف أن يموت ويُقبر ولا تتعرف
عليه الملائكة وقد شُوِّه فيه وجه الميلاد والبدء، فغدا كحلوى الهلام الطرية،
بلا وجه معلوم. وجه حرمه من شدو الريح ومن زفها الهفهاف من حوله بالحياة مثلما سيحرمه،
لا ريب، من خفة العبور، إذ سيرميه في العتمة الموحشة مصفدا ليحشر مع الآبقين. كأنه،
بالوجه الذي ليس وجهه وبالندوب التي شوهت طينته، شيطان مارق يلتهم ناره حلوى هلام.
هاته الحلوى التي أحبها كثيرا وها يكرهها، لأنه تذكره بالمسخ الدبق الذي يمتطي
ظهره منتظرا اللحظة التي ينام فيها قريرا، عميقا كي يلتصق بجناحيه؛ جناحي الملاك.