سمع نسوة
يتهامسن: لقد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. سيصبح غنيا قبل أن يتم عامه الثاني
عشر..بل منحوس ردد بعضهن؛ فما أن صرخ صرخته الأولى حتى وقعت جدته عن السلم كاسرة
ساقها اليسرى، وماتت كلبة الحارس الليلي وسرقت السيارات الفارهة التي كان يحرسها، وتلقى هو حجارة من
مقنع أردته قتيلا فترملت زوجته خديجة وآثار الحناء ما تزال بادية على يديها. ثم سقط
السقف على بيت الحداد بعدما رفض مغادرة بيته الآيل للسقوط... وها هو الآن يقتل
أباه؛ فما أن تناول لقمة من السمك - تحكي أمه - حتى بادره قائلا: أتدري يا أبي أن
خديجة هربت مع ابن الحداد، فما لبث أن جحظت عيناه، احتقن وجهه ومات. الأمر كله حدث
في دقيقة - استطردت - ابتلع اللقمة، انغرزت شوكة في حلقه نظر إلى السقف، انقلبت
عيناه وسمعته يقول: "خد...خد..." وأسلم الروح لبارئها. الأمر كله حدث في
دقيقة. إنه فعلا منحوس، بل محظوظ... يتهامسن.
أما هي،