حبٌّ حافٍ
رائحة الذبائح تفوح من عظامه ومن روحه،
يلامسها مداعبا، فتتراءى لها عنزة السيد"سُوغَانْ"... كم كانت جميلة ورائعة! بعينيها الحلوتين، وبلحيتها التي كانت كلحية ضابط صف. يلتصق بها، فتثبت نظرها على القوائم السوداء اللامعة للعنزة، وتتلوى مثل قرونها المخططة الملتوية حين يتنهد. ثم تجري إلى الحمام، تفرك جلدها لينبث لها من تحته جلد آخر، تترك الماء ينساب عليه غزيرا يغسله ويغرق اللحظة. ثم تقف شامخة، عارية أمام المرآة، تتفحص وجهها وتتأمل كل شبر في جسمها وتنبس لنفسها: "لا يُقدر النعمةَ مثلما لا يقدر حبي الحافي."
ثم تضمد روحها بابتسامة المهرج وتخرج تبحث عن ابنها "سعيد" تقبله وتهمس في أذنه:
-إياك
والبهائم! حتى لو كانت حلوة ورائعة.