حــــبـــــــــــــــــــات الـــــــكرز

أرخى الليل أحجبته وعم الهدوء ورحت في قلب العتمة ألاحق شعاعا انبعث في داخلي. أنفلت من كل ما يحيط بي، أنسحب إلى أوطاني ورغبة واحدة تحركني، تحفزني وتنير ما ادلهم: أريد مكاتبتك ومن الداخل،أمسك القلم،أغلق عينيَّ قلب الظلام كي أكاتبك من الداخل. يتعرق جبيني للمجهود المبذول، لكن ابق لا ترحل أريد أن آخذ الوقت الكافي للتعبير عما ينسى عادة في هذه اللغة الحميمية التي تلي محاولات وضع النقط فوق حروف الأحاسيس. محاولات تشعرني بعجز الكلمات وبقصور الفكرة لأن نبض الفكرة ويقينية الصورة تظل تائهة في أرخبيل الإحساس. فابق قليلا، كي أقبض على حضورك المتمنع.فأنت تمشي الآن بين خرائب المعرفة وخطواتك بوصلة لأفكاري المتعبة. 
لست أدري لم أتيه وسط زخم من الأوهام غير المجدية؟ هل لأني أبحث عن علامة تستطيع أن تعيد إلي وجودك البهي؟ أم عن بعض أشيائك المنفلتة والتي بوسعها أن تبعد عني البعد؟ 
الآن يحضرني ذلك النص الحكائي المنسي لشارل نوديي الذي يحكي قصة حب جمعت بين شخصين حرما نعمة البصر فتساوى عندهما الوهم بالواقع، الظاهر بالحقيقة لأنهما معا انفصلا عن العالم الخارجي وعاشا قصتهما من الداخل. أنا الأخرى أريد أن أحبك من الداخل، من قلب عتمتي حيث يتساوى كل شيء، وتتحطم كل حقيقة ويتولد من حطامها الشك في كل واقع.
أحس الآن، حتى وإن امتنع عني الوصف وتحجب..أني أستطيع أن أقول: ما الحب؟ ما حبك؟ أشــعر به قريبـا من الـورق: أعمــى وصـــامـــــت؛ إنه الأرض الوعد والميلاد، إنه الشجرة والتفاحة.
 لم أكن أتوقع أيها الغريب، يا من تراني حلوة وصافيةكالعسل،أن هذا الحب سيغدو فاكهتي وخطيئتي.

                                                         نادية سافو