"كأني هيلين وحلمي حقيقة"
ســـــاعـــات رخـــــوة
أجوب الأزقة بصندل خفيف وشعر منسدل تزينه وردة متفتحة قانية. أفتح الأبواب،
أوزع الضحكات والقبلات الهوائية، ألف وأدور راسمة دوائر وهمية بفستاني الطويل، ثم
أمتطي صهوة الحصان المنسي تدك حوافره الأسوار، فتنثر الجماجم وتشتعل النيران.
... أستيقظ، أنظر إلى سقفي وألتقط حلمي، أمزقه إربا إربا وأرمي به إلى
الساعات الرخوة، الذائبة. وإذا بي أراه يتكور، ثم يتمدد، يصير نملات تدب، تلتف حول ملكتها وتتصايح!
أترامى أسحقها بحذائي كي يعم الهدوء، لكني كنت كلما سحقت واحدة إلا
جمَّعت أجزاءها من وسط الحطام، ارتجفت ودبت من جديد. ومع كل نملة كنت أسحقها
وأراها من وسط السحق تنهض وتدب بدأت أطرافي تتبدل؛ إذ علاها السواد ونبتت لها المخالب،
وشعرت أن لي قلب يسري إلى رأسي حيث يتضخم، ويتمدد فيه بعروقه ليصبح دغلا. بعدها ينكمش
ويصبح كحبة خردل تنبض بطيئا في جسدي الذي أراه يدب، يتسلق ساعاتي الرخوة، يتشبث
بعقربها ويرتمي في الفراغ.
جفلت "نادية" من نومها ورمت عنها اللحاف، فتحت
النافذة التي تسلل منها ضوء النهار، ثم رمت بحذائها على الساعة التي ما فتئت ترن بلا هوادة.